مقالات

محمد جرامون يكتب: الوحدة العربية لم تعُد خياراً بل شرط للبقاء والوجود

22 دولة عربية يقطنها 500 مليون مواطن عربي يمتلكون كل المقومات التي تجعل هذه المنطقة أقوى وأعظم بقعة على وجه الأرض، 22 دولة تجمعهم لغة واحدة ودين واحد وموقع استراتيجي خطير و قوة بشرية شبابية ضخمة وأرض خصبة للزراعة وموارد اقتصادية متعددة من معادن و طاقة باحتياطيات هائلة فما الذى ينقصنا كعرب لتحقيق وحدة حقيقية نحن جميعاً في امس الحاجه إليها اليوم وفوراً وليس غداً، فما تعيشه المنطقة العربية الآن.

في مرحلة من أخطر مراحلها التاريخية والوجودية وما تواجهه من تحديات ومخاطر وأطماع غير مسبوقة وتدخلات اقتصادية و سياسية خارجية يجعل السعي لتحقيق تلك الوحدة ليس خياراً أو حلماَ بل أصبح شرط للبقاء والوجود والنجاة من مستقبل غامض ينتظر الجميع دولة تلو الأخرى، وواهم من يعتقد أنه في مأمن وبعيد عن العواصف والتخطيط الأمريكي الغربي الصهيوني.

وها هو ما حدث لدولة قطر الشقيقة من اعتداء صهيوني سافر برعاية أمريكية على سيادة دول تدعى أمريكا ومجنونها ترامب انها دولة حليفة و توجد بها أكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة بغرض حمايتها، وها هي تعطى الضوء الأخضر للكيان المحتل بانتهاك سيادتها وسمائها بحجة اغتيال قيادات المقاومة المتواجدة في الدوحة، أمريكا ودلدليها من الدول الغربية وكيانها الصهيوني المدلل ما كانوا يستطيعوا أن يعيثوا في المنطقة العربية فساداً و يعربدوا ويقتلوا ويدمروا ويستبيحوا ما يشاؤون من سيادة الدول العربية لو أن هناك وحدة صف وقوة عربية مشتركة قادرة على ردع أي اعتداء أو تدخل في شئونها، ولكنهم وجدوا البيئة الخصبة التي تمكنهم لفعل ما يريدون، و تسهل لهم الاستيلاء على خيرات ومقدرات المنطقة بسبب الانقسام والتشرذم والصراع والفتن بين الدول العربية بعضها البعض.

ما حدث لقطر يجب أن يكون نقطة فاصلة وفارقة في توجهات و مواقف وسياسات الدول العربية وخاصة الدول التي كانت تعتقد أنها حليفة لأمريكا وان ما تدفعه لها من تريليونات كفيل بحمايتهم من أي اعتداء خارجي، فإذا بها تكون شريكة في ضربها وانتهاك سيادتها، وجاهل بلا عقل من يصدق الرواية الامريكية بانها لم تكن على علم باعتداء الكيان المحتل على قطر.

فهل يا ترى استوعب الجميع الدرس؟، وعلموا ان الخطر يُحدق بالجميع وان الاطماع في جميع الدول العربية وبلا باستثناء أصبحت معلن ومعلوم أمام الجميع فلن تكتفى أمريكا وتابعيها بما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن والعراق وقطر بل ان خططها وعقيدتها الفاسدة تمتد إلى جميع دول المنطقة لضمان أمن الكيان الصهيوني والاستيلاء على مقدرات وثروات المنطقة.

والسؤال الذى يطرح نفسة الأن في ظل مفترق الطرق التي تواجهه المنطقة العربية أي المسارين سنختار؟، البقاء على حالة الانقسام والتصدع والتشرذم لتظل المنطقة أرضًا مفتوحة لأطماع الآخرين ومسرحًا للتدخلات الإقليمية والدولية.

وإما مسار النجاة من حاضر مؤلم ومستقبل مظلم بالوحدة والتضامن، وذلك بإنشاء كيان عربي جديد بميثاق جديد حقيقي وفاعل يختلف كلياً شكلاً ومضموناً عن الجثة الهامدة المدعوة جامعة الدول العربية التي ماتت إكلينيكيا  لتكون للأمة العربية درع يحميها، قادر على حماية الأمن القومي العربي وصون مصالح الأمة من كل الاطماع الخارجية، وتكامل اقتصادي حقيقي يحقق نهضة وقوة اقتصادية شاملة للجميع وتنسيق كامل للمواقف في القضايا المصرية وأن يكون هناك استقلالية تامة في اتخاذ المواقف والقرارات دون إملاءات من أحد، قد يقول البعض هذه مجرد أحلام وأمنيات صعبة التحقق، ولكنى لا أراها كذلك، نعم سنواجه بعض العوائق والتهديدات ولكنها ممكنه وممكنه جدا ولكن تحتاج إلى شجاعة وموقف تاريخي للحكام العرب سيُحسب لهم على مر التاريخ.
فالدواء المر هو السبيل للشفاء، فعل تفعلها الدول العربية ليصبح لخير أمة أُخرجت للناس، كيان وقامة وقيمة و مكاناً يليق بها

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى